يمامةٌ هيّجت في العينِ عَبْرَتهاوقد توالت لها في خاطري الفِكَرُ
لمّا دَنَتْ واستوَت بالروْضِ نائحةً
وذكّرتْني حبيبًا ناءَهُ السّفَرُ
ياويْح من يستثيرُ النوحُ دمعَتَهُ
صوتُ الأنينِ بهِ يعلو ويستعِرُ
والذّكرياتُ على الأطلال جاثيةٌ
وجذوةُ الوجْدِ في الأطرافِ تنتشِرُ
لئن تباكَيْتِ يا مكلومةً فأنا
أكفْكِفُ الدمْعَ من خدّي وأستَتِرُ
أخشى يراني من العُذّالِ مَن شمِتوا
يومَ الفراقِ، وفَيْضُ العينِ ينهمِرُ
يمامةَ الأيْكِ كُفّي فالفؤادُ بكى
والعينُ تغرقُ في العبْراتِ ما ذُكِروا
أيْقنتُ أنّ النوى في حُبّهم قَدَرٌ
وقد يجودُ بِهم بَعد النّوى القَدَرُ